الخميس، 23 مايو 2013

تمصير الاخوان واخونه مصر

تظهر بين الحين والاخر نعرات طائفيه فى مصر للبحث عن اصل المصرى من حيث الجنس فالبعض يرى ان المصرى عربى ويسوق الادله والاسانيد والبعض يرى ان اصل المصرى متفرد وان العرب المسلمون  غزاه والحقيقه ان الباحث المتميز جمال حماد له كتاب رائع بعنوان مسلمون واقباط من المهد الى اللحد يشرح فيه توافد الاف الاجناس البشريه من الغزاه الى مصر بينما بقيت مصر التى تعد من اقدم الدول المركزيه عبر التاريخ متفرد بطابع حضارى وانسانى مختلف فقد مصرت كل الغزاه وان انهزمت منهم عسكريا وقبعوا بها لسنوات لكنها كانت دائما تهزمهم حضاريا وتبقى مصر كما هى كل ما تفعل انها تمصر الغزاه وكل ما اتوا به بحيث صار صعبا عليك ان تعرف الى اى جنس ينتمى المصرى
ازمه الاخوان الحقيقيه هى انهم لم يقرؤوا او يتعلموا من التاريخ فالجماعه تظن انها ستغير من نظام وتركيبه المصريين الاجتماعيه الانجليز والاتراك مثلا اذكى انواع المستعمرين الذين دخلوا مصر لذلك بقوا عقودا او ربما قرونا لانهم ابتعدوا عن جانب العادات والسلوك المجتمعى وتركوا حكومات ضعيفه فى مواجهه الشعب كلما انهارت استبدلوها ليقنعوا الشعب بانه صاحب القرار بينما لم يستطع الفرنسيين البقاء فى مصر شهرا واحدا دون احتجاجات لانهم دخلوا فى المنطقه الشائكه الخاصه بعادات الحياه
الحقيقه ان ازمه الاخوان الحقيقيه انهم افتتنوا بالغزو التركى لمصر تحت ستار الخلافه وهى لم تكن يوما كذلك بل كانت عمليه سطو منظمه بالوكاله على الشعب عبرالمماليك  دون اى تطوير لامكانيات مصر حتى ان مصر بقت تدفع الجزيه لتركيا مثلا حتى ثوره يوليو مقابل منح مصر استقلال شكلى ولم تدافع تركيا عن مصر ضد اى غزو فرنسى او انجليزى بل ربما اصدرت فرمان لتكفير المقاومه المصريه لعرابى واعتباره مارق او ربما كانت عاجزه وانكشف عجزها عندما تكونت دوله مصريه على يد محمد على استطاعت ان تهزم الرجل المريض عده هزائم متتاليه لولا وقوف حليفه الانجليزى بجواره وتوحد خصوم الاتراك النمسا وروسيا وفرنسا منذ عقود ضد محمد على لخوفهم من تكوين دوله حقيقيه فى مصر تمهيدا لتقسيم امبراطوريه الرجل المريض بعد ذلك
الاخوان حلفاء الانجليز فى كل مراحل تكوينهم يعيشون فى واقع منفصل يحلمون بعوده الخلافه دون ان يفكروا انهم من الاصل لم يستطيعوا توحيد دوله حكموها بل فتتوا اى دوله حكموها من السودان لفلسطين لان فكرهم المغلق التكفيرى المنعزل مرفوض مجتمعيا من اى مجتمع سليم فتكون النتيجه الحتميه تكوين ميلشيات لقمع المجتمعات تنتهى بالتفتت يحلم صديقى الاخوانى بأخونه مصر ولا يدرى ان النتيجه الحتميه هى تمصير الاخوان واجبارهم على الذوبان فى المجتمع والتكيف مع عاداته التى يراها الاخوانى جاهليه وكنتيجه حتميه لذلك يجلس ليبرر مات لا يراه منطقيا مفترضا حسن النيه فى اخوانه دائما وسوء النيه دائما فيمن دونهم والحقيقه التى لابد ان يعلمها صبيه الجماعه انهم مهما بنوا فى حصنهم للعزله عن المجتمع لتكوين النخبه المؤمنه الربانيه التى تحدث عنها سيد قطب فستبقى جماعه رأسماليه انتهازيه تكفيريه بنيتها الاخلاقيه هشه وتشبه الغزاه فى حكم مصر ولن تتمكن من الصمود طويلا فى معركه التمصير فكلما طفت افكارها ونعراتها على السطح كلما ازداد النفور منها فالجماعه اصلا تستخدم الاشخاص والشعارات لمرحله معينه ثم تنقلب عليهم بشقلباظ ممتع فى لحظات مما يجعلها تخسر كل حلفائها العقلاء ويصبحون خصوما لها تدريجيا مما يجعلها تطلب الدعم من الخارج بالانبطاح لايران وامريكا فى نفس التوقيت للحصول على الدعم المادى اللازم لبقائها بغض النظر عن اى اعتبارات للامن القومى ولا اظن ان الاحتلال الانجليزى رغم بقائه 70 عاما كان يمتلك تلك الجرأه على الاقدام على البيع والعبث بكل مقومات الشعب وثوابته كما يفعلون ربما لان الانجليز يمتلكون الحكمه اللازمه لمنع المواجهات بينما يمتلك الاخوان الحماقه الكافيه للاستمرار للنزول للمستنقع خلاصه القول تمصير الجماعه يقترب بشده فلا تقلقوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق