أعداء الثورات وكارهيها دوما ما يحاولون جرها الى معارك جانبيه مفتعله فتاره يطلق عليهم تنظيمات مسلحه كما اطلق على كتائب الفدائيين فى ايام الاحتلال
او حتى عناصر مارقه كما اطلق الباب العالى على عرابى
او يتهمونهم بالعلمانيه والعداء للاسلام وعدم الوطنيه والعداء للجيش ومؤسسات الدوله التى بيعت اصلا وهذه التهمه تلقى رواجا كبيرا فى مجتمع متدين كمجتمعنا المصرى ويتم استقدام رموز دينيه كانت ترفض فكره الثوره من الاصل او رموز معارضه تمت صناعتها كالاحزاب الكارتونيه والنعرات البكريه والمرتضى منصوريه لانها تتمتع برخاء راسمالى ضخم وتمتعوا فى العهد السابق برخاء لم يعهدوا مثله فتم السيطره على عقولهم وافكارهم بالترهيب والترغيب
لنأخذ على سبيل المثال ثورتنا الاخيره فرجل الدين او السياسى الذى يعادى الثوره مقرب من النظام وله علاقات واسعه وكثيرا ما رايناه يمدح رموزه ويثنى عليهم ويدعو لهم ويقولون فيما بينهم اقوالا يشيب لها الولدان فعندما نتحدث عن اغلاق معبر غزه تجدهم فيما بينهم
يتحدثون عن حكمه الرئيس وانه لولا اغلاقه لوجدنا هجره جديده للفلسطينين لسيناء وهم لا يدرون اصلا ان غزه بما تعانيه اكثر عدلا
ورخاء من مصر وان واجب الرئيس ان يساعدهم لا ان يحاصرهم ثم تجدهم يهمسون فيما بينهم دى حماس دى شيعه والريس سنى وعارف ربنا وبعد انتهاء الثوره تمسكوا باصنام النظام وقدسوها كما قدس قوم موسى عجل السامرى فكل ما يشغل بالهم هو ايه الله فى ارضه الامام القوى ابو بندقيه عجلا جسدا له خوار لا يهمهم ولا يشغل بالهم ان كان مشغولا بقضايا الامه او بوحدتها او ان كان يطبق العدل والمساواه التى نادى بها ديننا الحنيف بل اننا نجد ان بعضهم يبرر الاستعانه بالامريكان لتقويه دعائم سلطته ولا يجدون حرجا منذ عام قرئت كتابا عن الدوله الفاطميه وكان اهم اسباب انهيارها ليس انها شيعه زيديه تقدس الامام ولا لظهور الدرزيه الذين ثار عليهم المصرييون ولكن السبب الابرز الذى جعل المصريون يتعاونون مع صلاح الدين لدحرهم وطردهم بعد 200 عام من حكم مصر هو انهم استعانوا بالصليبيين على اخوانهم وتركوا المسجد الاقصى فكان رحيلهم عن مصرضروره ملحه لاستعاده الاقصى وتوحيد شمل الامه حتى من اجمل ما قرأت فى هذه الدوله ان احد الخلفاء اسمه العزيز بالله كان صاعدا للمنبر وكان ائمه العبيديين يدعون علم الغيب فكتب له مصرى شاب ورقه ساخره كعادتنا
بالظلم وبالجور قد رضينا وليس بالكفر والحماقه
ان كنت أوتيت علم غيب فقل لنا كاتب البطاقه
منقول من كتاب الدوله الفاطميه دوله التفاريح والتباريح للكاتب جمال بدوى
فالمصرييون وان تظاهروا بالصمت عن قضايا الامه او عن حكامهم فهم فى لحظه ما يثورون وهذا امر يدركه اى حاكم مستبد لذلك فهو يصنع المعارضه قبل ان يصنع النظام نفسه وبالطبع كل معارض له صفه يتم الصاقها به حسب التوجه السائد فى هذا الوقت حيث ان استراتيجيه الفرعون هو الصاق التهم بالناس تدريجيا بتفريقهم لشيع وما يحدث الان اننا تفرقنا بالفعل الى شيع شيعه سلفيه وشيعه لبراليه وشيعه علمانيه وهكذا وهى امور ما انزل الله بها من سلطان وتهم اغلبها باطل فانت تصلى مع صديقك فى المسجد ثم تخرج لتجده يتهمك بتهم تخرجك عن المله لانك تتظاهر فيما يتظاهر هو وبنيه خالصه لوجه الله ان امره شيخه الذى راى المظاهرات خراب وفتنه الا ان كانت لنصرته فيقول تعالى فى فرعون وهو رمز لكل مستبد وطاغيه( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين (
وهو ما تراه الان وانت منبهر بل ان البعض يقول بكل صراحه انا متغاظ من العيال الى فى التحرير دول وهم الفئه المستضعفه ويصدق خطاب فرعون الحشدى من انهم شرذمه من المارقون والقله المندسه ويريدون ان يخرجونا من الخير والرخاء الذى ننعم به الاستقرار يا جماعهفأرسل فرعون في المدائن حاشرين ( 53 ) إن هؤلاء لشرذمة قليلون ( 54 ) وإنهم لنا لغائظون ( 55 ) وإنا لجميع حاذرون ( 56 )فأخرجناهم من جنات وعيون ( 57 ) وكنوز ومقام كريم (
واخيرا اتمنى من اهلى واحبتى فى الله الا يجوز فيه قوله تعالى فى قوم فرعون
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ
بل يجب علينا ان نرفض الظلم وفعله المشين فى ذاته لا ان ننتظر كالعاده لننظر من فعل او هل نستطيع مواجهته ولا نصبر شويه بل يجب ان نقف صفا متراصا لنصره كرامتنا المتمثله فى كل شخص الثوره قامت فى الاصل ضد الظلم والجور وبيع ثروات الشعب فقل لى بالله عليك هل قل الظلم هل قل الجور هل تم تطهير مؤسسات الدوله والاعلام الفاسد والقضاء باحكامه العجيبه والشرطه بافعالها المخزيه الثوره مستمره حتى يتحقق العدل وولى الدم لا يهمه رايك او رايى كل ما يهمه القصاص العادل لابنه او لاخيه ولكم فى القصاص حياه يا اولى الالباب
المقال نشر بجريده البديل 4-1-2011